📁 آخر الأخبار

من نقاش عادي الى تهديد وتشهير واعتداء لفظي !

عالم السوشيال ميديا من مجتمع للتواصل الاجتماعي الى ساحة للمعارك


عالم السوشيال ميديا ومواقع التواصل الإجتماعي أصبح اكبر من ذي قبل، وبات عالماً يضم كافة فئات المجتمع.
فنجد المواضيع المتنوعة التي يتم طرحها يومياً من اجل النقاش وطرح الآراء، حيث اصبحت منصات التواصل الإجتماعي تمثل مؤتمراً كبيراً يحتشد فيه الملايين من المستخدمين.
ان هذا العدد الكبير من المستخدمين جعل من الصعب السيطرة على كل ما يدور في هذه المنصات، ما دفع الكثير منها الى وضع سياسات صارمة لمحاولة الحد من حالات العنف والعداء الالكتروني.
لا بد وان شاركت في يوم من الأيام بأحد النقاشات التي تدور عبر هذه المنصات، وتفاجأت بهجوم حاد ومعارضة لرأيك بطريقة مهينة قد تصل الى توجيه الشتائم النابية لك او الى التهديد أحياناً.

لعل من اهم اسباب العنف الالكتروني المتزايد ان منصات التواصل الاجتماعي اصبحت تضم الملايين من الحسابات الوهمية، والتي تراها حاضرةً بقوة في أي نقاش مثير للجدل.

ما سبب تواجد الحسابات الوهمية في النقاشات الجدلية؟

كلمة السر هنا هي "خوارزميات مواقع التواصل الإجتماعي" ! 
في الماضي كان اي تعليق يتم نشره عبر هذه المواقع مثل :الفيس بوك" يظهر لعدد قليل من الأشخاص وبالتالي تشعر بحرية اكبر في كتابة رأيك والدخول في النقاشات.
أما اليوم فاصبحت هذه الخوارزميات تقوم بتصنيف التعليقات، بحيث تظهر تعليقاتك لأصدقائك واقاربك بالدرجة الأولى، مما يجعل التعبير عن الرأي مقيّد بما سيقوله عنك اقرباؤك عندما يقرأون تعليقاتك.
هذا السبب دفع الكثير من المستخدمين الى انشاء الحسابات الوهمية التي يسعون من خلالها الى التعبير عن آرائهم دون الشعور بالحرج.
ولكن عندما يكون التعبير عن الرأي بإسم (مجهول) يكون لنا الجرأة الأكبر في الرد بقوة وحزم على كل من يعارض رأينا، فالحساب الوهمي يعطي نوعاً من الجرأة كونه لن يعرضنا للمسائلة !

ان مواقع التواصل الاجتماعي تهتم بالمنشورات الجدلية وتعطيها اهتماماً اكبر، حيث تقوم خوارزمياتها بتصنيف هذه المنشورات وفرزها من الأكثر جدلاً الى الأقل.

طريقة عمل خوارزميات الفيس بوك في تصنيف المنشورات الجدلية

  • عدد الاعجابات التي تلقاها المنشور.
  • عدد التعليقات في اول دقائق من نشر المنشور.
  • مقدار الردود والتفاعلات واعادة المشاركة.
  • عدد مرات بحث الأشخاص عن مواضيع مشابهة.
وغيرها من المعايير التي يتحدد بناءاً عليها مدى اهمية هذا المنشور واثارته للاهتمام، وبالطبع كلما زاد الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي زاد اهتمام المستخدمين بهذه المنصة وبالتالي تزيد ارباحها! 
 وعليه كلما زاد الجدل والتفاعل على احد المنشورات تقوم هذه الخوارزميات باظهاره لعدد اكبر من المستخدمين، فيزداد الجدال احتداماً حتى نصل الى نقطة (العراك)!
عند هذه النقطة تتحول النقاشات الى ساحة معركة حقيقية، فتبدأ الشتائم والكلمات النابية بين المستخدمين، فيبدأ الشعور بالحرج عند المستخدمين عندما يرون ان اقاربهم سيشاهدون هذه التعليقات المسيئة ما يدفعهم الى محاولة الدفاع عن انفسهم من اجل استعادة كرامتهم !
وهنا يأتي دور الحسابات الوهمية التي تبرز كما ذكرنا في النقاشات الجدلية.

ماذا نفعل اذاً عندما نتعرض للاهانة دون اللجوء الى الحسابات الوهمية؟

ان الدخول في نقاشات عقيمة من الأساس هو مضيعة للوقت، فأنت تحاول اثبات رأيك لشخص لا تعرف من يكون، وتقوم باضاعة وقتك في جدال نهايته معروفة، علينا جميعاً ان نحاول الابتعاد عن هذا النوع من النقاشات التي تكون فيها جميع الاطراف خاسرة، مواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من محبتها للمنشورات الجدلية والتي تضمن لهم بقاء المستخدم لفترة اطول في منصتهم، الا أنهم مقيدون بمعايير عليهم إتباعها حتى لا يتم ملاحقتهم قانونياً ! 
وبالتالي تقوم هذه المنصات بتوفير عدة طرق من اجل الخروج من هذا المأزق.

كيف نتصرف عندما نتعرض لإعتداء على منصات التواصل الاجتماعي

اذا قام احد بكتابة تعليق مسيء مع اشارة الى اسمك

في هذه الحالة تكون قد بدأت بالنقاش حتماً ووصلت الى نقطة العراك، ما عليك فعله:
  1.  ازالة الاشارة التي يظهر فيها اسمك، فتقوم بالضغط على التعليق واختيار (ازالة الاشارة).
  2.  الابلاغ عن هذا التعليق كتعليق مسيء، حيث اصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، ما يعني ان وقت مراجعة التعليق سيصبح اقل بكثير وقد لا يتعدى احيانا الـ5 دقائق، لتجد اشعاراً من موقع التواصل الاجتماعي يفيد بازالة التعليق المسيء.
  3. عمل حظر للشخص الذي قام بالاعتداء لفظياً عليك، وبهذه الحالة لن يتمكن من رؤية تعليقاتك او الاساءة لك مرة اخرى، فالاستمرار في نقاشه لن يفضي الى نتيجة.
  4. اذا كنت صاحب التعليق الرئيسي يمكنك ازالة التعليق بشكل نهائي حتى يتم حذفه مع الردود.
  5. يمكنك التواصل مع تلك الصفحة عبر الرسائل وابلاغهم بالضرر الذي تعرضت له، واذا تمكنوا من قراءة رسالتك فحتماً سيقومون بحذف التعليقات المسيئة والتعامل مع صاحبها.
  6. اذا كان التعليق المسيء يحوي نوعاً من التهديد بالقتل او الاعتداء الجنسي او العنف الجسدي فيمكنك اخذ صورة للتعليق والاحتفاظ برابط الحساب واي معلومات تتمكن من جمعها عنه، ومن ثم التوجه الى أقرب مركز لمكافحة الجرائم وتقديم شكوى رسمية، حيث تمتلك اجهزة الأمن طرق ووسائل خاصة بهم تمكنهم في معظم الأحيان من الوصول الى صاحب الحساب حتى لو كان وهمياً.

ماذا افعل اذا تعرضت للتشهير؟

في بعض الأحيان يقوم الاشخاص المجهولين بالتمادي في ردة افعالهم عندما يشعرون انهم غير قادرين على فرض رأيهم، فيقومون بالدخول الى حساب المستخدم وسحب بعض معلوماته او صورته الشخصية ويقومون بنشر هذه المعلومات عبر صفحات تابعة لهم مع كتابة محتوى غير ملائم من اجل حشد المتابعين على سبهم وشتمهم او تعديل هذه المعلومات مثل (الصور) عبر برامج المونتاج لتظهر بطريقة مخلّة للآداب.
في هذه الحالة عليك فوراً الابلاغ عن هذا المحتوى على انه اساءة والمبادرة بنشر توضيح عبر صفحتك الشخصية توضح فيه ما تعرضت له، مع الاحتفاظ بكافة الردود والتعليقات والتهديدات من الشخص المجهول لـ إستخدامها كأدلة تثبت برائتك.
وبعدها عليك التوجه الى مركز مكافحة الجرائم وتقديم شكوى رسمية.

سامر علي
سامر علي
تعليقات